-A +A
عكاظ (جدة)

استمرارا لنهجها في تزييف الحقائق واختلاق الوقائع والكذب، ووأد أي بارقة أمل تلوح في الأفق لحلحلة الأزمة التي صنعتها بأيديها، عمد النظام القطري لـ«تفويت الفرص الذهبية» حين أتيحت له فرصة جادة للخروج من أزمته الخانقة والعودة لمحيطه الخليجي والعربي، مجهضاً مفاوضات «حلحلة الأزمة» مع الدول الرباعية المقاطعة لها، باللعب على أساليب المراوغة وحبال السيادة «منزوعة الدسم».

وعوضاً من أن تمسك الدوحة بتلابيب تلك الفرصة التاريخية وتبني عليها، وتوظف بوادر الاستعداد لدى السعودية ودول المقاطعة، نقلت وكالات أنباء عالمية أن بوادر حلحلة الأزمة الخليجية التي بدأت في أكتوبر الماضي انهارت، بسبب ما وصفه مراقبون بـ«التعنت القطري والمراوغة دون التعامل بشكل جاد مع المحادثات بين الأطراف المعنية».

وأهدرت قطر الفرصة كعادتها في الخروج من مأزقها وأزمتها والبدء في مسار جدي وحقيقي للتعاطي الإيجابي مع متطلبات الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وذهبت تروج لاختلاقات كاذبة ومغرضة.

وبات واضحاً أن كيمياء التفكير لدى نظام الحمدين لم تتفاعل فيها عناصر الحكمة مع مركبات السيادة لكل الدول، إذ ظلت تؤكد أن التزييف والتحريف مسلكها، اعتقاداً منها أن ذلك سيجدي لإيهام جيرانها بأنها على الطريق السوي، بينما هي في واقعها تسير إلى الهاوية.

وفيما انطلقت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) في مطالبتها لحكومة قطر بالتزامها بحقوق السيادة لكل الدول، ضمن حقها المشروع في حماية أمنها الداخلي، لا تزال قطر تردد مزاعم واهية باستهداف الدول الأربع لسيادتها، في الوقت الذي أباحت قطر أراضيها للنظامين التركي والإيراني. ويوما بعد يوم تتضح صحة موقف «الرباعي العربي» في مقاطعته للدوحة، بعد ثبوت عدم استقلالية الموقف القطري المرتهن للأكاذيب والتدخلات الخارجية.